يرى البعض ممن يبحثون عن الأمور غير الجادة أن المنتخب النيوزيلندي من المنتخبات الضعيفة في القارة الآسيوية وقد شاهدوه في بطولة القارات الأخيرة كأي منتخب متواضع ومهلهل الأداء وبالتالي حكموا عليه حكماً سريعاً متناسين أن معظم اللاعبين النيوزيلنديين يلعبون في الخارج وباستراليا أيضاً ولديهم القدرات الرهيبة البدنية والفنية التي تختلف عن قدراتنا إن نظرنا إليهم نظرات واقعية .
من الخطورة بمكان التصور أن هذا المنتخب ضعيف الإمكانات ..ولن ينفعنا الإطلاع على مبارياته السابقة أو التحضير لها نظرياً وبدنياً ما لم نركز
على أنفسنا أولاً ونسأل ماذا نفعل؟.
من الطبيعي جداً أن يحرص منتخبنا على الفوز والمنتخب النيوزيلندي لديه نفس الطموح وعلينا أن نعي أن اختلاف الطموحات تعود في الأساس الأول للبناء الصحيح والشامل للمباراة الأولى والتي ستقام على أرضنا وبين جماهيرنا وهي أخطر من المباراة الثانية هناك .
لماذا تكون المباراة الأولى هي الأخطر ؟.
أولا وأخيراً لأنها لابد أن تنتهي لمصلحتنا بنتيجة مريحة لكن كيف نحقق هذه النتيجة المريحة فالمدرب واللاعبين وكافة أفراد الجهاز الفني والإداري لديهم الجواب الصحيح وهو غير موجود لدينا نحن المراقبون أو المحللون والنقاد الرياضيون بما فيهم الجماهير البحرينية التي قد تملأ الملعب لكن الأهم الجواب .
الجواب يتمثل في الفوز ..وعلى أقل تقدير ثلاثة أهداف شريطة أن نمنع أي هدف يدخل مرمانا .
هذا بالطبع يحتاج لعمل كبير يبدأ من اليوم ..وعلينا أن نحسب الفارق الزمني بين المباراة الأولى بالأيام والدقائق والثواني .
المباراة في 10 أكتوبر القادم ..ونحن اليوم نقترب من منتصف شهر سبتمبر وعلينا أن نسأل هل يكفي شهر واحد للإعداد للتأهل إلى نهائيات كأس العالم ؟.
الإعداد الذي أقصده ليس برنامج اللياقة البدنية وحسب بل مناقشة نظريات كرة القدم مع الاختصاصيين والخبراء وليس قراءة مقترحات الصحافة الرياضية فقط ..كما أن أمامنا بدء الدوري المحلي فهل نخاطر بالسماح للاعبين بالمشاركة في المسابقة وهل نضمن أن لاعباً ما قد لا يتعرض للإصابة ؟.
المطلوب تفريغ اللاعبين لمدة لا تقل عن شهرين تفريغاً تاماً .. أي لا نسمح للمدرب ماتشالا بالمغادرة إلى الخارج ونمنعه ونسجنه في شقة أو فندق ونطلب منه التفكير وعقد الاجتماعات الجادة مع خبراء الكرة البحرينية للاستفادة من آرائهم الفنية وتوجيهاتهم السليمة والأخذ بمبدأ أن المواطنين شركاء في التأهل وهي فرصة تكررت من قبل وأضعناها بعشوائيتنا وتفكيرنا السطحي واليوم تجيء من جديد فهل نسمح لها أن تغادر وتحرم تاريخنا الكروي من أن يُصبح عالمياً ولو مرة واحدة في حياة هذا الجيل من اللاعبين الذين لن يتكرروا ؟؟.
في اعتقادي أن التركيز على الرسميات والتدخلات من الأمور التي ستسبب لنا كارثة ثانية في تاريخنا وكلما أبعدنا اللاعبين عن الضغط الرسمي كلما خفّضنا عندهم نسبة التوتر والأيام تركض بسرعة وصاحب التوفيق السعيد من يقبض عليها ليجعلها طيّعة وتحت إرادته .
وحين نفوز بنتيجة مرضية على أرضنا سنذهب إلى نيوزيلندا ومعنا الكثير من الضغوط عليهم وبالتالي سيكون لقمة سائغة للاعبينا وهذا ما حصل بالفعل يوم ذهبنا إلى ترينيداد وتوباجو وتعادلنا وصار علينا الضغط أكبر وخسرنا بفارق هدف للاشيء والسبب منا ونحن صنعناه ثم بكينا وعضّينا أصابع الندم .
بعد تخطي المباراة الأولى علينا تنظيم معسكر قريب من نيوزيلندا وليكن في استراليا لضمان التحكم في فارق الوقت والتعود على المناخ الشتوي القارص ولمدة لا تقل عن أسبوع على الأقل .
تلك كما أرى مجرد سطور وملاحظات آمل أن تستفيد منها لجنة المنتخبات أو الجهاز الفني والإداري لمنتخبنا واللاعبين الذين أصبحوا عند مرمى المدفع للمرة الثانية وعليهم أن يثبتوا أن الجرّة لا تسلم في كل مرّة والكرة في ملعبنا .