يسلمو
2 مشترك
رمضان والتقوى
الجوووووكر- مراقب متدرب
- عدد المساهمات : 308
النقاط الذهبيه : 100
تاريخ التسجيل : 31/08/2009
العمر : 35
الموقع : فوق البلكونه يمشي على هونه.
- مساهمة رقم 1
رد: رمضان والتقوى
M.R 3MOOOR- مراقب متدرب
- عدد المساهمات : 378
النقاط الذهبيه : 100
تاريخ التسجيل : 31/08/2009
العمر : 29
الموقع : محرقاوي
- مساهمة رقم 2
رمضان والتقوى
د: د. أحمد عبدالرحيم السايح
ان للصوم أهدافا حيوية، وغايات عملية، ترتبط كلها ايما ارتباط بخواطر الوجدان والشعور وجوانب الأخلاق والسلوك.
وتدور جميعها في ذلك المنهج الرباني، لبناء النفس، وتكوين معالمها، وإعداد مقوماتها، وصقل أمرها، لتنهض بأمانة الدين وأمانة الدنيا.
والتقوى بطبيعة الحال اول هذه الاهداف وأوسعها دائرة، وأكثرها حجما، وأجزلها عطاء، وأبرها بأمور الدنيا، وأوفاها بشئون الآخرة.
وتقوى الله في مدلولها العام، ومفهومها الشامل، ترجع الى اتقاء الانسان، كل ما يضره في نفسه، وفي اسرته وفي مجتمعه، وما يحول بينه وبين المقاصد الانسانية والكمال الممكن.
ما شرعه الله في رسالة الاسلام أمرا ونهيا، وسيلة للكمال النفسي، والكمال الخلقي، والكمال الفكري، والكمال السلوكي.
ان التقوى هي العاصم الذي ينبثق من خلال الصوم، وتتفجر ينابيعه، وتتعدد معطياته في شمول وعمق بحيث يضع النفس والجوارح في مواجهة حقيقية وأكيدة أمام تبعاتها المسئولة، وفي اطارها العام.
وان للصوم كسائر العبادات في الاسلام، غايات تشريعية، اشارت اليها الآية القرآنية في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة/183).
ان الإسلام لا يدعونا الى التقوى، ولا يحضنا عليها، الا وهو يوجهنا الى بواعثها ويقودنا الى روافدها، ويبصرنا بمواقع استلهامها، ومواطن الحاجة اليها، والعمل بها كخصلة جامعة، تمسك لبنات المجتمع، وتشد بنيانه، وتوثق عراه، وتحيله الى خلايا ايجابية حية، ومتعاونة، تجعل الانسان لا يقصر عن نجدة، ولا يضيق بمروءة، ولا يتبرم بهتاف، ولا يطمع في حق ليس له، ولا يفرط في واجب، انما يعيش في امته تقيا خالصا صافيا.
فالاسلام الحنيف يدعونا في صيام شهر رمضان، إلى ان نمنح التقوى حقها الواجب، وقدرها المستطاع، من الطاقات، والقدرات، في النفوس، والضمائر، وفي شتى صور التعامل وأنماط الحياة.
ومن شأننا ان نسارع الى التقوى، ونستبقها، وجعلها زادنا الى الله، وعدتنا في طريقه، نستلهم منها يقظة الحس، وحيوية النفس، وصحوة الضمير، واستواء الخلق، واستقامة السلوك.
ان تقوى الله، تبارك وتعالى، حين يحضنا الاسلام عليها، ويدعونا اليها، تدعو الى الوقاية الذاتية، والمتابعة الأمينة، والمحاسبة الدائبة، والمراجعة الدقيقة لكل ما يصدر عن الانسان.
واذا كانت التقوى هي الغاية التشريعية، التي اشارت اليها الآية الكريمة، في قوله تعالى: "لعلكم تتقون"، واذا كانت "التقوى" هي حالة تتكون في النفس، نتيجة للإيمان بالله، فما دور الصوم في ايجاد هذه الحالة؟
ان الصوم هو المعاناة العملية، لتوطين النفس ورياضتها، على تربية النزعة الايمانية في الفرد والمجتمع، ويتحقق ذلك من خلال مظهرين:
المظهر الأول: مظهر الرياضة على الصبر، والخشونة في مواجهة الحياة.
المظهر الثاني: مظهر المراجعة العامة، وكشف الحساب مع النفس، في دورة تدريبية امدها شهر رمضان، يتجه الانسان المسلم في هذه الدورة الى الله تعالى طالبا العون على مواجهة التحديات، ويتكاشف فيها الانسان مع نفسه، محاسبا لها، قبل ان تحاسب، ثم يعود الى ربه تائبا منيبا.
فاذا الضمير يقظ حي، والنفس صافية، والوجدان دقيق، ورقيق، والشعور حساس ومرهف، والصدر سليم، ونقي، والقلب طهور، والخلق سوي، والسلوك رضي والمجتمع كله في قصد واستقامة، وسلام وألفة، وحب وايثار، ومشاركة وجدانية رفيعة، انها جميعا اشراقات الصوم، يصل مداها الى كل بعد، ويتغلغل اثرها الى كل عمل.
وايمان المسلم بالله سبحانه وتعالى انه معين، يعلم السر منه والعلانية يمثل رقابة ذاتية عملية، لا يحتاج الانسان معها الى رقابة المخلوقين.. والصائم بسلوكه تتربى عنده موهبة المراقبة لله تعالى، حيث يخلو بالمفطرات ولا رقيب عليه الا الله تعالى، قال تعالى: "وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير" (الحديد/4).
والمعية هنا حقيقة هائلة، حين يتمثلها القلب، حقيقة مذهلة من جانب، ومؤنسة من جانب آخر.. مذهلة بروعة الجلال، ومؤنسة بظلال القربى.. وهي كفيلة وحدها حين يحسها القلب البشري على حقيقتها: بأن ترفعه وتطهره، وتدعه مشغولا بها عن كل اعراض الارض، كما تدعه في حذر دائم مع الحياة والتحرج من كل دنس، ومن كل اسفاف.
ان للصوم أهدافا حيوية، وغايات عملية، ترتبط كلها ايما ارتباط بخواطر الوجدان والشعور وجوانب الأخلاق والسلوك.
وتدور جميعها في ذلك المنهج الرباني، لبناء النفس، وتكوين معالمها، وإعداد مقوماتها، وصقل أمرها، لتنهض بأمانة الدين وأمانة الدنيا.
والتقوى بطبيعة الحال اول هذه الاهداف وأوسعها دائرة، وأكثرها حجما، وأجزلها عطاء، وأبرها بأمور الدنيا، وأوفاها بشئون الآخرة.
وتقوى الله في مدلولها العام، ومفهومها الشامل، ترجع الى اتقاء الانسان، كل ما يضره في نفسه، وفي اسرته وفي مجتمعه، وما يحول بينه وبين المقاصد الانسانية والكمال الممكن.
ما شرعه الله في رسالة الاسلام أمرا ونهيا، وسيلة للكمال النفسي، والكمال الخلقي، والكمال الفكري، والكمال السلوكي.
ان التقوى هي العاصم الذي ينبثق من خلال الصوم، وتتفجر ينابيعه، وتتعدد معطياته في شمول وعمق بحيث يضع النفس والجوارح في مواجهة حقيقية وأكيدة أمام تبعاتها المسئولة، وفي اطارها العام.
وان للصوم كسائر العبادات في الاسلام، غايات تشريعية، اشارت اليها الآية القرآنية في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة/183).
ان الإسلام لا يدعونا الى التقوى، ولا يحضنا عليها، الا وهو يوجهنا الى بواعثها ويقودنا الى روافدها، ويبصرنا بمواقع استلهامها، ومواطن الحاجة اليها، والعمل بها كخصلة جامعة، تمسك لبنات المجتمع، وتشد بنيانه، وتوثق عراه، وتحيله الى خلايا ايجابية حية، ومتعاونة، تجعل الانسان لا يقصر عن نجدة، ولا يضيق بمروءة، ولا يتبرم بهتاف، ولا يطمع في حق ليس له، ولا يفرط في واجب، انما يعيش في امته تقيا خالصا صافيا.
فالاسلام الحنيف يدعونا في صيام شهر رمضان، إلى ان نمنح التقوى حقها الواجب، وقدرها المستطاع، من الطاقات، والقدرات، في النفوس، والضمائر، وفي شتى صور التعامل وأنماط الحياة.
ومن شأننا ان نسارع الى التقوى، ونستبقها، وجعلها زادنا الى الله، وعدتنا في طريقه، نستلهم منها يقظة الحس، وحيوية النفس، وصحوة الضمير، واستواء الخلق، واستقامة السلوك.
ان تقوى الله، تبارك وتعالى، حين يحضنا الاسلام عليها، ويدعونا اليها، تدعو الى الوقاية الذاتية، والمتابعة الأمينة، والمحاسبة الدائبة، والمراجعة الدقيقة لكل ما يصدر عن الانسان.
واذا كانت التقوى هي الغاية التشريعية، التي اشارت اليها الآية الكريمة، في قوله تعالى: "لعلكم تتقون"، واذا كانت "التقوى" هي حالة تتكون في النفس، نتيجة للإيمان بالله، فما دور الصوم في ايجاد هذه الحالة؟
ان الصوم هو المعاناة العملية، لتوطين النفس ورياضتها، على تربية النزعة الايمانية في الفرد والمجتمع، ويتحقق ذلك من خلال مظهرين:
المظهر الأول: مظهر الرياضة على الصبر، والخشونة في مواجهة الحياة.
المظهر الثاني: مظهر المراجعة العامة، وكشف الحساب مع النفس، في دورة تدريبية امدها شهر رمضان، يتجه الانسان المسلم في هذه الدورة الى الله تعالى طالبا العون على مواجهة التحديات، ويتكاشف فيها الانسان مع نفسه، محاسبا لها، قبل ان تحاسب، ثم يعود الى ربه تائبا منيبا.
فاذا الضمير يقظ حي، والنفس صافية، والوجدان دقيق، ورقيق، والشعور حساس ومرهف، والصدر سليم، ونقي، والقلب طهور، والخلق سوي، والسلوك رضي والمجتمع كله في قصد واستقامة، وسلام وألفة، وحب وايثار، ومشاركة وجدانية رفيعة، انها جميعا اشراقات الصوم، يصل مداها الى كل بعد، ويتغلغل اثرها الى كل عمل.
وايمان المسلم بالله سبحانه وتعالى انه معين، يعلم السر منه والعلانية يمثل رقابة ذاتية عملية، لا يحتاج الانسان معها الى رقابة المخلوقين.. والصائم بسلوكه تتربى عنده موهبة المراقبة لله تعالى، حيث يخلو بالمفطرات ولا رقيب عليه الا الله تعالى، قال تعالى: "وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير" (الحديد/4).
والمعية هنا حقيقة هائلة، حين يتمثلها القلب، حقيقة مذهلة من جانب، ومؤنسة من جانب آخر.. مذهلة بروعة الجلال، ومؤنسة بظلال القربى.. وهي كفيلة وحدها حين يحسها القلب البشري على حقيقتها: بأن ترفعه وتطهره، وتدعه مشغولا بها عن كل اعراض الارض، كما تدعه في حذر دائم مع الحياة والتحرج من كل دنس، ومن كل اسفاف.